اذا اعجبتك المدونه اضغط على +1

الخلاصه

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

اللبتين Leptin

 ماهو اللبتين ؟

اللبتين .. سمُيَّ بهذا الأسم نسبةً للأسم الأغريقي " ليبتوز " يعني رفيع أو نحيف ، وهو هرمون بروتيني يقوم بدور أساسي في تنظيم الطاقة المكتسبة والمستهلكة في الجسم مشتملاً على الشهية وعملية الأيض الغذائي ، ويعتبر اللبتين من أهم الهرمونات المستخلصة من الخلايا الدهنية ، ويتواجد الجين [Ob)Lep)] - المقطع (Ob) يشير إلى كلمة السمنة (Obesity) و(Lep) يشير إلى (اللبتين Leptin ) - على الكروموسوم 7 في الأنسان .
 

 نبذة عن الاكتشاف :


تم ملاحظة تأثير هرمون اللبتين أثناء دراسة  فئران سمينة متحولة ولِدت عشوائياً بين مجموعة من الفئران في معمل جاكسون سنة 1950 ، وقد كانت تلك الفئران مفرطة السمنة وشرهة بدرجة عالية .

 أما هرمون اللبتين نفسه فقد تم اكتشافه سنة 1994 بواسطة جيفري فريدمان وزملائه في جامعة روكفيلر اثناء دراسة فئران مماثلة .
 

· أين يتكون ؟

يكمن المصدر الرئيسي لتكوين وإنتاج اللبتين في الأنسجة الدهنية البيضاء ، ولكنه يمكن ان ينتج أيضاً من الأنسجة الدهنية البنية ، والمشيمة ، والمبايض ، والعضلات العظمية ، والمعدة ( الجزء السفلي من غدد جوف المعدة ) ، وخلايا الثدي الظُهارية ، ونخاع العظام ، والغدة النخامية  و الكبد .

· أهم وظائفه :

بالإضافة إلى كونه مؤشر حيوي لنسبة الدهون في الجسم ، يعكس مستوى اللبتين في مصل الدم اتزان الطاقة لهذا الشخص ، فهناك دراسات عديدة أشارت إلى ان الصيام أو اتباع حمية قليلة جداً في السعرات الحرارية تؤدي إلى انخفاض مستوى اللبتين مما يجعله مؤشراً لاتزان الطاقة في الجسم، وهذا النظام حساس لقلة الطعام (الجوع) أكثر من الإفراط في الطعام ، حيث أن مستوى اللبتين لا يرتفع بشدة بعد الإفراط في الأكل .
 

أ‌- مؤشر لنسبة الدهون :


حتى الآن .. فقط اللبتين والأنسولين يعملان كمؤشران لنسبة الدهون .
يدور اللبتين في الدم بمستوى يتناسب طردياً مع مستوى الدهون في الجسم ، ويدخل الجهاز العصبي المركزي على حسب نسبة تركيزه في البلازما ، وقد وجد ان الأعضاء الحسية (المتقبلات) لهذا الهرمون الموجود في خلايا المخ العصبية تقوم بعملية تنظيم الطاقة المكتسبة والطاقة المستهلكة في الجسم ، كما أنه يقوم بالتحكم في تناول وامتصاص الطعام واستهلاك الجسم للطاقة عن طريق التاثير على الأعضاء الحسية الموجودة في الهايبوتلاموس (مركز الجوع والشبع في الجسم).
 

ب‌- التحكم في الشهية والشبع :


يرسل اللبتين إشارات للمخ أن الجسم قد اكتفى بالطعام (الشبع) ، يوجد نسبة ضئيلة  جداً من الأفراد عندهم كلاً من ذراعي الكروموسوم الحامل لجين الليبتين به  اختلال أحيائي لجين الليبتين وذلك يؤدي  إلى الرغبة الدائمة  في الأكل مما ينتج عنه سمنة مفرطة ، وهذه الحالة يمكن علاجها بنجاح عن طريق إمداد الشخص بليبتين بشري معدّل .
وبالتالي فإن مستوى اللبتين السائر في الدم يعطي المخ معلومات عن نسبة الطاقة المخزنة حتى يستطيع تنظيم الشهية والأيض الغذائي ، وهو يعمل على  تثبيط نشاط الخلايا العصبية التي تحتوي على الببتيد العصبي Y (NPY) و (AgRP) ويحفز نشاط الخلايا العصبية  المخرجة للهرمون الفا المحفز لخلايا الميلانين (α-MSH) ، والببتيد العصبي Y عنصر هام في تنظيم الشهية حيث ان حقن جرعة صغيرة منه في مخ حيوانات التجارب أدى إلى تحفيز الأكل بينما التدمير الأختياري للخلايا العصبية المحتوية على الببتيد العصبي Y أدى إلى فقد الشهوة إلى الطعام ، على العكس هرمون (α-MSH) الذي يعتبر وسيط هام للأحساس بالشبع .

ج‌- الجهاز المناعي :


أشارت التجارب على الفئران إلى دور الأعضاء الحسية اللبتين/اللبتين في تعديل نشاط خلايا ليمفاوية (T cell) في الجهاز المناعي ، حيث وجد انها تقوم بتعديل الاستجابة المناعية لمرض تصلب الشرايين الذي يعتبر أحد عوامل القابلية عند مرضى السمنة ، حيث ان هناك علاقة متصلة بين الأيض الغذائي والمناعة ؛ فكلاً من التغذية المفرطة وسوء التغذية لها تأثير على وظيفة الجهاز المناعي ، فالجوع وسوء التغذية يستطيعان التقليل من وظيفة الجهاز المناعي وزيادة القابلية للإصابة بالعدوى والأمراض المناعية والالتهابات بينما الإفراط في التغذية وما ينتج عنه من السمنة يكون مصحوب بخلل وشذوذ في النشاط المناعي وزيادة خطر حدوث أمراض مصاحبة ومنها مرض تصلب الشرايين ومرض السكري والتهابات مجرى الهواء في الجسم و ايضاً مرض الكبد الدهني .
 
إذاً.. التغذية المثالية والاتزان الأيضي جزء هام للحصول على جهاز مناعي طبيعي يعمل بشكل مناسب والمحافظة على الصحة السليمة .


 

· العلاقة بين اللبتين وحدوث السمنة :

 
كيف تحدث السمنة ؟ .. يوجد ثلاث طرق لحدوث تغيير في دائرة تنظيم مستوى اللبتين والتي تؤدي إلى السمنة.
أ‌- الفشل في إنتاج اللبتين كما وجد في فئران ob/ob والتي أدت إلى السمنة.
ب‌- إفراز لبتين قليل وغير ملائم لكتلة الدهون المتواجدة ، وفي هذه الحالة ستقوم الكتلة الدهنية بالتمدد حتى يصل اللبتين إلى النسبة الطبيعية مما يؤدي إلى السمنة .
ج‌- عدم الحساسية النسبية أو التامة لللبتين في الأماكن التي يعمل عليها الهرمون (مقاومة اللبتين) ، وهذه المقاومة تكون مصحوبة بزيادة مستوى اللبتين (مثل زيادة مستوى الأنسولين في حالات مرضى السكري مقاومة الأنسولين).
وبالرغم من أن اللبتين إشارة سائرة في الجسم تعمل على تقليل الشهية ، فعادة ما يملك مرضى السمنة نسبة عالية غير معتادة من اللبتين حيث تكون عند هؤلاء المرضى مقاومة لتأثيرات اللبتين، وتؤدي  هذه الزيادة الدائمة في نسبة اللبتين والناتجة من مخزون الدهون المتضخمة إلى فقد الحساسية لللبتين وبذلك .. لا يتلقى الجسم  إشارات الإحساس بالشبع بطريقة كافية .

 أنظمة الحمية وتأثيرها على اللبتين :


عند اتباع أنظمة الحمية فهي تهدف إلى تقليل نسبة الطاقة الداخلة للجسم حتى تجبر الجسم على استخدام الطاقة المختزنة ، وبذلك فكل الأنظمة تعمل في اتجاه واحد ، وبذلك أيضاً يكون تأثير معظم الأنظمة التقليدية والمشهورة المستخدمة في تقليل الوزن على هرمونات حرق الدهون في الجسم متماثل تقريبا ويكون كالتالي :
تزداد نسبة الهرمونات التي تسبب زيادة الوزن والأحساس بالجوع ( الكوليسترول والغرلين ) ، وتقل نسبة هرمونات حرق الدهون ( اللبتين و هرمونات الغدة الدرقية ) ، بينما يختلف مستوى الأنسولين بين الأجسام ويكون التأثير عليه متغير ولكن في غالباً ما يكون بنسبة كافية لوقف حرق الدهون ، وبذلك فإن معظم الأنظمة العادية تجعل التخلص من الدهون أمراً صعباً وتساهم في تخزين وتراكم الدهون بدلاً من التخلص منها .
 
عندما تقوم باتباع حمية غذائية يقوم الجسم بتقليل الطاقة المستهلكة وعملية الأيض للتعويض عن قلة السعرات الحرارية والدهون الداخلة ، وحيث أن اللبتين يحفز استهلاك الطاقة والأيض الغذائي ، فإن اتباع الحمية سيقلل أكثرمن كمية الطاقة المستهلكة والأيض وذلك بسبب نقص نسبة اللبتين الناتج عن الحمية ، حيث أن مستوى توافر اللبتين يعتمد على بعض العوامل والتي تتضمن نسبة الأنسولين والسعرات الحرارية الداخلة للجسم والنسبة الحالية للدهون في الجسم ، وعندما تقوم باتباع حمية خاصة تحتوي على نسبة صغيرة من الكربوهيدرات فإن نسبة الأنسولين السائر في الدم تقل وبالتالي يقل أيضاً مستوى اللبتين .
 وكوسيلة من الجسم كي يكون أكثر فاعلية فإنه يقوم بالعمل ببطء حتى يجعل مستوى السعرات الحرارية القليلة التي يحصل عليها هي المستوى الكافي للقيام بوظائفه الطبيعية وسيقوم بعمل نفس الوظائف ولكن بمستوى أقل في الطاقة  وهذا يعني أنه لكي تُحدِث تقدم مستمر في إنقاص الوزن يجب أن تقلل نسبة الطاقة الداخلة باستمرار مما يجعل الأستمرار في الحمية  شيء صعب ويمكن ان يصل لدرجة خطرة إذا قلّت نسبة الطاقة الداخلة عن حد معين على حسب السن والجنس والحالة الصحية .

 كيفية التحكم في اللبتين للتخلص من السمنة :


التحكم في اللبتين = التحكم في وزن الجسم

بمعنى أنك إذا أردت التحكم في وزنك والتخلص من الوزن الزائد عليك ان تحافظ على نسبة اللبتين سليمة وكافية في الجسم وذلك يمكن ان يتم ببعض الطرق منها :

1- إستخدام مكملات اللبتين :


وذلك عن طريق تناول أو أخذ اللبتين كعلاج مكمل ، ولكن يوجد بعض المشكلات لهذه الطريقة وهي أن اللبتين هرمون بروتيني وهذا يعني أنه لا يؤخذ عن طريق الفم ( وإلا سوف يتم هضمه بسهولة ) إذاً حبوب اللبتين خارج المنافسة .
وهذا يترك لنا طريقة الحصول على اللبتين عن طريق الحقن ، وهذه طريقة فعالة لعكس التغيرات السلبية الناتجة عن أنظمة الحمية حتى مع استمرار تقليل نسبة السعرات الحرارية ولكن .. حقن اللبتين اليومي مكلف بدرجة كبيرة جداً - آلاف الدولارات أسبوعياً - مما يجعل هذه الطريقة مستبعدة كحل  للمحافظة على نسبة اللبتين عند معظم مرضى السمنة .
إذاً ما هو الحل الأمثل والذي يمكن أن يكون بمتناول جميع المرضى ؟!


2- خداع الجسم :


نعم ..هذه هي الطريقة الجديدة والتي أثبتت نجاحها في تقليل الأوزان الزائدة بطريقة مستمرة والمحافظة على نسبة اللبتين سليمة وكافية لضمان حرق الدهون .
لقد قام الباحثون بالتعرف على نظام يمكنه أن يشعر بتدفق المواد الغذائية ( العلاقة بين الداخل والخارج ) عن طريق الخلايا الدهنية والعضلية ، وهذا النظام يؤثر على عدة عمليات ، فعند اتباع الحمية تخرج من الخلايا الدهنية -عند حرقها- سعرات حرارية أكثر من السعرات الداخلة ( تدفق سلبي ) ونظام الإحساس بالمواد الغذائية يشعر بذلك فيقوم بالتأثير على عدة عمليات بالجسم منها إنتاج اللبتين ( يقلل إنتاج اللبتين ) فيقل اللبتين ، وعند الإفراط في الطعام تدخل سعرات حرارية كثيرة إلى الخلايا الدهنية أكثر من السعرات الخارجة -التي يحرقها الجسم- ( تدفق إيجابي ) والنظام يحس بذلك ويؤثر على عدة عمليات منها إنتاج اللبتين ( يزيد من إنتاج اللبتين ) فتزيد نسبة اللبتين .

ومن هنا تأتي فكرة  خداع الجسم ، وهي أن تقوم باتباع حميةٍ ما ، ثم تقوم بإضافة وجبات غنية بالكربوهيدرات والنسب اللازمة يومياً من البروتين والدهون لنظام الحمية بحيث يكون عدد هذه الوجبات وجبتين أو ثلاث وجبات على أيام متفرقة غير متتالية خلال الأسبوع حتى تساعد في الحفاظ على نسبة اللبتين سليمة وكافية لحرق الدهون .
فطبقاً للدراسات على هرمون اللبتين وجد ان مستوى اللبتين يقل بنسبة 50% بعد أسبوع واحد فقط من اتباع الحمية ، ولكن مع هذه الطريقة ستساهم الوجبة عالية الكربوهيدرات والبروتين والدهون بعد مرور يومين أو ثلاثة من اتباع الحمية في إرتفاع نسبة اللبتين لزيادة حرق الدهون بعد هبوط النسبة نتيجة اتباع الحمية وبذلك هذه الوجبات المتفرقة تساعد على الحفاظ على نسبة اللبتين وبالتالي الاستمرار في عملية حرق الدهون .
- ولكن لماذا يجب أن تكون هذه الوجبات غنية بالكربوهيدرات على الخصوص ؟
= يُعزى ذلك إلى وجود علاقة وثيقة بين الأنسولين واللبتين ، فعند زيادة نسبة الكربوهيدرات في الغذاء تزيد نسبة الأنسولين السائر في الدم وكذلك يزيد مستوى اللبتين ، بينما أشارت الدراسات أن النسب الزائدة من البروتين والدهون يكون تأثيرها قليل على اللبتين .
 من عوامل نجاح هذه الطريقة ايضاً أنها لا تجعل هؤلاء المرضي يشعرون بالحرمان ، حيث يمكنهم أن يتناولوا بعض وجباتهم اللتي يحبونها - والتي تكون ممنوعة أثناء اتباع أنظمة الحمية العادية - أثناء الحمية وبدون الإحساس بالذنب لتناولها وأيضاً لا يتحتم عليهم أن يعتذروا عن  رحلات أو حفلات مع الأهل والأصدقاء خوفاً من أكل وجبات عالية السعرات الحرارية  ، وذلك كله لأنه أصبح الآن يوجد لها مكان في نظام حمية صحي وناجح ..



ليست هناك تعليقات:

مدونة رنيم السعوديه Headline Animator