فن تنسيق الزهور
يعتبر تنسيق الزهور كعمل إبداعي وفني فهو يعبر عن النفس الإنسانية ويعكس ويطلق ما فيها من رغبات وآمال
وتشتهر اليابان بهذا الفن ويعرف لديهم (بفن الإيكبانا) والذي يعني فن تنسيق الزهور حيث تعود أصوله إلى آلاف السنين, فهو يقوم على محاكاة الطبيعة وفهم أحاسيسها من خلال عمل تنسيقات تعبر عما يجيش في النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس وما تصبو إليه من آمال و رغبات و تمنيات وأحلام قد يصعب تحقيقها ويكون إبرازها راحة للنفس ومتنفسا حسيا ومبعثا على الرضا وتحقيقا لقناعة روحية., فترتب وتنسق في آنية بسيطة مصنوعة من الفخار وتوضع الزهور أو الأعشاب فيها تخفي في حقيقة الأمر أسطورة للحياة واسعة المدى تعكس تصاريف الزمان بحلوها ومرها.
يعتمد هذا الفن على تعاليم تدعى (الزن) التي تعتبر أن الأشياء لا تدوم على حالها فالتنسيق الذي يعمل اليوم لن يكون ذاته فبعد أيام ستتفتح البراعم وتورق الأغصان ولهذا السبب يشبه فن الإيكبانا بالحياة.
يقوم فن الإيكبانا على اختيار عدد قليل من الأزهار ولكل زهرة غصن, ويتم تنسيقها بشكل غير متوازن على عكس التنسيقات التي تعتمد في الغرب, وغالباً ما تقوم التنسيقة على استعمال غصنين مثلاً وثلاث زهرات والقليل من الحشائش الخضراء مع بعض الإضافات أحياناً بحيث تكون نقطة الارتكاز خارج المجموعة فلهم في التنسيق فلسفة خاصة تبنى على المشاهدة والتأمل والرمز, فالمشاهدة كما في الطبيعة, والتأمل يكون في الخطوط الثلاث (السماء... و الإنسان... والأرض ...) , والرمز لإبراز المعاني. فبذلك تعبر كل خطوط الإيكبانا عن معنى أو رمز فلسفي معين خصوصاً ومن هنا فأن تنسيقة الإيكبانا ثلاثية الأبعاد أي يمكن رؤيتها والتمتع بها من كل الجوانب.
لذا يعتبر فن تنسيق الزهور الياباني من أهم الفنون التي يهتم بها الشعب الياباني, فهي توفر السعادة الداخلية للشخص الذي يقوم بتنسيقها فهي تخلصه من التوتر والهموم التي تشغل باله وفي نفس الوقت تسعد الشخص المتلقي والمشاهد السعادة والتأمل والتخيل, لذلك يقبلون هناك على تعليم هذا فن فهو يعتبر عندهم احد عوامل الثقافة الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق